عناصر الشرق الأوسط تتألق في معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات

بين يومي 2 و6 سبتمبر، عُقد في بكين بنجاح معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات لعام 2023 تحت شعار "الانفتاح يقود التنمية والتعاون يخلق المستقبل"، حيث شاركت فيه دول الشرق الأوسط بنشاط وبأروع ما لديها، وأصبحت "عناصر الشرق الأوسط" مشهدا لافتا في المعرض.

الحماسة الكبيرة لدول الشرق الأوسط

نظمت الإمارات 8 شركات ومنظمات تجارية للمشاركة في المعرض، ووسعت مجموعة عجلان وإخوانه السعودية حجم مشاركتها، وتصدّر الزعفران الإيراني قائمة المنتجات الأكثر إقبالا لسنوات متتالية، وأنشأ الأردن جناحه الجديد في المركز الوطني للمؤتمرات ... التقى في المعرض الأصدقاء الجدد والقدامى من دول الشرق الأوسط العديدة، مثل قطر وسورية والمغرب وتونس وإيران، للتشاور واستكشاف فرص التعاون. كما نظم المعرض منتدى بكين-الشرق الأوسط للاستثمار والتجارة، باعتباره أول فعالية الترويج الخاصة بالشرق الأوسط، بمشاركة أكثر من 300 شخص، الذين يملؤون جميع مقاعد القاعة ويتحدثون بكل حماسة.

التقدير العالي من شخصيات كافة الأوساط

تعبر هذه الدورة من المعرض إرادة الصين الصادقة وعزيمتها  الثابتة  لتوسيع الانفتاح وتعميق التعاون وتعزيز التنمية المشتركة، الأمر الذي لقي استجابة متحمسة من دول الشرق الأوسط. في هذا السياق، سجل محمد بن عبدالعزيز العجلان نائب رئيس مجلس الإدارة لمجموعة عجلان وإخوانه السعودية تقديره العالي للبيئة الاستثمارية في الصين، وقال إن المعرض بمثابة نافذة وصورة مصغرة حيوية لانفتاح الصين عالي المستوى. وقال عبد الستار عشرة الأمين العام لمجلس الأعمال المصري الصيني إن الصين تقود تجارة الخدمات في العالم نحو اتجاه أكثر خضرة وذكاء، وإن نجاح هذا المعرض يعتبر خطوة مهمة في هذا الاتجاه. وقال  السفير الأردني لدى الصين حسام الحسيني إن السياسات التي أعلنتها الصين، مثل تسهيل الوصول إلى سوق الخدمات وتوسيع الانفتاح المؤسسي بخطوات متزنة، ستأتي بفرص جديدة.

الإمكانية الكامنة الكبيرة للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري

إن تألق "عناصر الشرق الأوسط" في المعرض يجسد تعاظم التبادل الاقتصادي والتجاري بين الصين ودول الشرق الأوسط. في السنوات الأخيرة، ازداد حجم التبادل التجاري بين الجانبين باستمرار، حيث بلغ 507 مليار و152 مليون دولار في عام 2022، بزيادة %27.1 على أساس سنوي، وبقيت الصين كأكبر شريك تجاري للشرق الأوسط. كما زادت الصين استثمارها في الشرق الأوسط، وشاركت بنشاط في تطوير البنية التحتية والطاقة والصناعة في المنطقة. في الوقت نفسه، في ظل سعي الولايات المتحدة والدول الغربية لـ"فك الارتباط وقطع سلسلة التوريد" مع الصين، ظهر في الشرق الأوسط حمى "الاستثمار في الصين"، حيث تسابقت الشركات من السعودية والإمارات وغيرهما من دول الشرق الأوسط في زيادة الاستثمار في الصين. مع ترسخ الثقة الاستراتيجية المتبادلة، بات زخم "القدوم إلى الصين" و"الذهاب إلى الشرق الأوسط" أكثر نشاطا، وأظهر التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين الحيوية والصلابة والإمكانية الكامنة الكبيرة.

التعاون في تجارة الخدمات يساهم في تعزيز بناء "الحزام والطريق"

حقق التعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط اختراقات جديدة في تجارة الخدمات، على أساس تعمق التعاون التجاري والاستثماري التقليدي، على سبيل المثال، انطلقت الرحلات الجوية المباشرة بين جدة والرياض وبكين، مما سهل تبادل الأفراد بين الصين ودول المنطقة؛ افتتح المنتدى الصيني العربي لصناعة الرسوم المتحركة بالصين، مما أثرى مقومات التعاون الصيني العربي في الصناعة الثقافية أطلقت سحابة هواوي خدماتها في السعودية بشكل رسمي، مما دفع عملية التحول الرقمي في السعودية. قد قدم التعاون في تجارة الخدمات دعما قويا للتعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط في بناء "الحزام والطريق"، وعزز الجانبان "الترابط الناعم" في مجالات المعلومات والتكنولوجيا والثقافة وغيرها، على أساس "الترابط الصلب" في البنية التحتية، مثل الطرق والسكك الحديدية والموانئ، الأمر الذي جعل "الحزام والطريق" "حزام التنمية" الذي يدفع النمو الاقتصادي لدول المنطقة، و"طريق السعادة" الذي يتقاسم فيه الشعب الصيني وشعوب الشرق الأوسط الحياة السعيدة.

تاريخيا، تعارفت الصين ودول الشرق الأوسط عبر طريق الحرير القديم منذ أكثر من 2000 عام. اليوم، شهد التعاون بينهما في كافة المجالات، بما فيه تجارة الخدمات تقدما مستمرا وإنجازات كثيرة. في المستقبل، ستسير الصين ودول الشرق الأوسط جنبا إلى جنب في طريق نحو التنمية والنهضة، بما يقدم مساهمات أكبر لإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.